Skip to main content

رغم أن العلاج الطبيعي يُعد واحدًا من الخيارات العلاجية المهمة التي يلجأ إليها الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مختلفة، إلا أنه هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي تدور حول هذا النوع من العلاج، وهذه المفاهيم الخاطئة يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستفادة الكاملة من العلاج الطبيعي.

في هذا المقال، سوف نتحدث عن أكثر 10 مفاهيم خاطئة شائعة حول العلاج الطبيعي.

  • العلاج الطبيعي هو شكل من أشكال التدليك:

على الرغم من أن التدليك قد يكون جزءً من العلاج الطبيعي، فإنه ليس كل شئ، فالعلاج الطبيعي يتضمن تمارين التمدد وتقوية العضلات وتحسين التوازن وتدريب العمود الفقري والعلاج بالحركة والتحفيز العصبي والعديد من الإجراءات الأخرى.

  • العلاج الطبيعي مخصص للرياضيين فقط:

هذا مفهوم خاطئ تمامًا حيث يتم استخدام العلاج الطبيعي في معالجة مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك الأمراض المزمنة مثل الصداع النصفي وآلام الظهر والتهاب المفاصل. يمكن لأي شخص يعاني من أي نوع من الألم أو الإصابات الحصول على العلاج الطبيعي.

  • العلاج الطبيعي يستخدم لعلاج إصابات العضلات والجهاز الحركي فقط:

هذا المفهوم المغلوط هو أحد الأسباب التي تمنع الكثير من الأشخاص من الحصول على فوائد العلاج الطبيعي، فعلى الرغم من أن العلاج الطبيعي يستخدم بشكل رئيسي لعلاج الإصابات العضلية والجهاز الحركي، إلا أنه يستخدم أيضًا لعلاج العديد من الحالات الأخرى، مثل الأمراض العصبية والتنفسية والقلبية.

  • العلاج الطبيعي يعالج الآلام فقط:

هذا الافتراض غير صحيح. فالعلاج الطبيعي يمكن أن يساعد في علاج العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك تحسين الحركة والتوازن وتقوية العضلات والعلاج من إصابات الرياضة وتقليل الالتهابات والعديد من المشاكل الصحية الأخرى.

  • العلاج الطبيعي يعتمد على التمارين الرياضية فقط:

على العكس من ذلك، فإن العلاج الطبيعي يتضمن علاجًا شاملاً يستخدم العديد من الأساليب والتقنيات، بما في ذلك التمارين الرياضية، والعلاج اليدوي، والعلاج بالحرارة والبرودة، وتحفيز الأعصاب، والتدليك، والتنفس، والتدريب الوظيفي، والتحسين الحركي.

  • يجب تجنب العلاج الطبيعي إذا كانت الحالة تتطلب الجراحة:

هذا المفهوم غير صحيح بالمرة. ففي الحقيقة، حيث يمكن أن يكون العلاج الطبيعي بمثابة العلاج التمهيدي للجراحة في بعض الحالات، وقد يكون العلاج الطبيعي ضروريًا للمرضى بعد الجراحة.

  • العلاج الطبيعي مؤلم للغاية:

يعتقد بعض الأشخاص أن العلاج الطبيعي تصاحبه أو تليه آلام شديدة، ولكن هذا ليس صحيحًا. يتم تخصيص الجلسات العلاجية بناءً على احتياجات كل مريض ، ويستخدم العلاج الطبيعي تقنيات لا تسبب الألم.

  • العلاج الطبيعي غير مُجدي:

هذا مفهوم آخر خاطئ، فيمكن أن يكون العلاج الطبيعي فعالًا في علاج الألم وتحسين الحركة والوظيفة الجسدية. يستخدم العلاج الطبيعي تقنيات مثل التدليك والتمارين والعلاج الحراري والتبريد والكهرباء لتحسين صحة وجودة حياة المرضى.

  • العلاج الطبيعي لا يحتاج إلى استشارة طبيب أو وصفة طبية:

على الرغم من أن العلاج الطبيعي قد لا يتطلب وصفة طبية في بعض الحالات القليلة، إلا أن هذا لا يعني أنه لا يحتاج إلى تقييم طبي من قبل طبيب متخصص في العلاج الطبيعي، فالتشخيص الدقيق والتقييم الطبي الشامل يمثلان الخطوة الأولى في العلاج الطبيعي وتصميم خطة العلاج المناسبة.

  • العلاج الطبيعي ليس مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو أمراض خطيرة:

هذا أيضاً غير صحيح. فالعلاج الطبيعي يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية في تحسين الحركة والتوازن وتقوية العضلات والتخفيف من الألم، ويمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تعليم الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية كيفية تحسين جودة حياتهم والتحرك بكفاءة وفعالية. وعلى الرغم من أن العلاج الطبيعي لا يمكن أن يشفي الأمراض الخطيرة، إلا أنه يمكن أن يكون مفيداً كعلاج مساعد. فالعلاج الطبيعي يمكن أن يساعد في تحسين حالات مثل السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية والتصلب اللويحي والعديد من الأمراض الأخرى عام.

والحقيقة، يمكن القول أن العلاج الطبيعي هو علاج شامل يستهدف تحسين الحالة الصحية العامة وتعزيز الحركة والتوازن وتقوية الجسم. وعلى الرغم من وجود بعض الأفكار الخاطئة حول العلاج الطبيعي، إلا أنه يمكن أن يكون علاجًا فعالًا لعدد كبير من الحالات الصحية. فالعلاج الطبيعي يمكن أن يساعد في تحسين الحركة والتوازن وتقوية الجسم بشكل عام، ويمكن أن يكون مفيداً في علاج العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك الألم العضلي والمفصلي، والإصابات الرياضية، وأمراض الجهاز التنفسي والقلبية، والتصلب اللويحي والعديد من الأمراض الأخرى.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الأشخاص البحث عن طبيب مؤهل ومناسب لتقييم حالتهم الصحية وتحديد العلاج الطبيعي الأنسب لهم. ويجب أن يتم تنفيذ العلاج الطبيعي تحت إشراف الطبيب المعالج المؤهل، ولا يجب الاعتماد على النصائح المجانية على الإنترنت أو العلاج الذاتي دون استشارة الطبيب. كما يجب على الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الطبيعي أن يكونوا صبورين وملتزمين بتعليمات الطبيب المعالج، حيث قد يستغرق العلاج بعض الوقت لتحقيق النتائج المرجوة. ويجب أن يتم الالتزام بجدول العلاج الطبيعي والحضور للجلسات بانتظام وتقويم النتائج المتحققة.

وفي النهاية، يجب على الأشخاص أن يتذكروا أن العلاج الطبيعي لا يعتبر بديلاً عن العلاج الطبي التقليدي، بل يمكن أن يكون إضافة قوية وفعالة للعلاجات الأخرى. ويجب أن يتم الاستفادة من العلاج الطبيعي بشكل صحيح ومنظم لتحقيق أفضل النتائج الصحية والبدنية والعقلية.