مع مرور الزمن والتقدم في السن، غالباً ما يصاب العديد من أهلنا من كبار السن بالضعف، حيث يفقد الجسم الكثير من قدراته العضلية والحركية، خاصة في حالات الإصابة بالأمراض المختلفة أو التعرض لحوادث السقوط التي ينتج عنها كسور وخلافه، وهنا يصبح العلاج الطبيعي ضرورة ملحة لاستعادة القدرة على الحركة بممارسة بعض التمارين العلاجية والرياضية، والعلاج اليدوي، واستخدام بعض الأجهزة، والتعليم، والمشورة، كما يعمل على الحفاظ على صحة كبار السن، ويساعد في التقليل من الشعور بالألم، ومنع تفاقم بعض الأمراض، والتسريع من عملية الشفاء.
ولكن .. لماذا يرفض بعض كبار السن الخضوع لبرامج العلاج التأهيلي؟
تتنوع الأسباب التي قد تؤدي ببعض كبار السن إلى رفض برامج العلاج التأهيلي، فهناك بعض الأسباب المتعلقة بالانطباع العام للمرضى عن العلاج، وكذلك الأسباب الجسدية، بالإضافة إلى الأسباب النفسية، ويمكن تفصيل هذه الأسباب كما يلي:
الانطباع العام:
- عدم فهم أهمية العلاج الطبيعي ودوره الحيوي في استعادة القدرات الجسدية.
- عدم تقدير الفائدة من العلاج الطبيعي للوقاية من الإعاقات والقيود المفروضة على النشاط اليومي.
- التجارب السلبية السابقة للمرضى مع ممارس علاج طبيعي، مما يؤثر على الحكم العام والتجارب اللاحقة.
الأسباب الجسدية:
- تدهور حالة المريض وعدم الإيمان بقدرة الجلسات على الشفاء.
- الشعور بعدم القدرة على ممارسة التمارين المطلوبة بسبب ضعف أو فقدان القدرة الجسدية.
- بُعد المسافة وإرهاق الطريق في حالة عمل الجلسات بالمراكز والعيادات والمستشفيات.
- الخوف من الاختلاط وانتقال العدوى خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا التي لا تزال مستمرة حتى الآن.
الأسباب النفسية:
- سوء الحالة النفسية بسبب فقدان القدرة على رعاية النفس وممارسة الأنشطة اليومية العادية.
- الشعور بالعجز واليأس من استعادة القدرات الجسدية مرة أخرى خاصة مع التقدم في العمر.
- عدم الثقة في نتيجة العلاج.
- استمرار جلسات العلاج الطبيعي لعدة شهور، وبطء ظهور نتائج التحسن، مما يصيب المريض بحالة من الاكتئاب وفقدان الأمل في الوصول للحالة الجسمانية المطلوبة.
إذن .. ما هو دور المريض في إنجاح برنامج العلاج الطبيعي؟
في بداية العلاج:
يجب على المريض الحرص على عمل التالي في الجلسة التقييمية مع أخصائي العلاج الطبيعي لضمان وضع البرنامج التأهيلي المناسب لحالة المريض بدقة وتحقيق الفاعلية القصوى من العلاج:
- الكشف عند الطبيب المختص الذي يقوم بالإحالة بعد ذلك لأخصائي العلاج الطبيعي، مثل طبيب العظام أو طبيب المخ والأعصاب.
- التواصل بموضوعية وصراحة تامة مع الطبيب حول أعراض المرض وما يشعر به المريض، وأهدافه من الخضوع للعلاج الطبيعي، والمهام والأنشطة اليومية التي يستطيع المريض ممارستها بعد إتمام التأهيل، والمدة الزمنية المتوقعة للبرنامج العلاجي، إلخ.
- الوعي التام بدور وواجبات أخصائي العلاج الطبيعي ومناقشة خطة العلاج لفهمها والاستعداد لها.
أثناء العلاج:
يجب على المريض الالتزام بما يلي أثناء الخضوع للبرنامج العلاجي:
- المحافظة على ارتفاع روحه المعنوية وتعزيز ثقته في الأخصائي والبرنامج العلاجي.
- الالتزام بالجلسات والمحافظة على مواعيدها لسرعة الشفاء.
- الالتزام بعمل التمارين العلاجية المطلوبة واتباع أية إرشادات أخرى يتم وصفها من قبل أخصائي العلاج الطبيعي ما بين الجلسات.
- التحلي بالصبر والاستمرار فى البرنامج العلاجي حتى آخره، وعدم التوقف أو إلغاء البرنامج لأي سبب من الأسباب حتى لا يتفاقم الوضع وتتدهور الحالة.
- المحافظة على الصحة العامة من خلال الالتزام بساعات النوم الكافية، والراحة الملائمة، والتغذية الصحية، وممارسة النشاط المناسب للحالة.
البرنامج التأهيلي:
يجب على المريض التأكد من الحرص على الآتي أثناء البرنامج التأهيلي:
- الهدوء وعدم التعجل في ممارسة الحياة اليومية أو الأنشطة الرياضية قبل الوصول لمرحلة التعافي الكامل حتى لا يصاب المريض بانتكاسة أو حدوث مضاعفات في العضو المصاب.
المستوى الوظيفي للأعضاء والاستقلالية:
يجب على المريض وأسرته التعاون والعمل على التأكد من الحفاظ على المستويات الوظيفية للأعضاء والاستقلالية، وينطبق هذا الأمر على كثير من الأمراض المزمنة مثل الشلل الرعاش وغيره من الأمراض:
- معرفة وإدراك المريض والأسرة بأهداف العلاج الطبيعي من حيث الحفاظ على مستويات الوظيفة والاستقلالية وتحسينها، مما يساعد على تحسين نوعية حياة الأفراد.
- فهم واستيعاب حقيقة أن ممارس العلاج الطبيعي يستخدم استراتيجيات التمرين لتحسين الحركة، وتحسين أنماطها، وتصحيح أي وضع غير طبيعي حيثما أمكن ذلك، وتعظيم وتعزيز قوة العضلات ومرونة المفاصل لتصحيح وتحسين الوقوف والتوازن وتقليل مخاطر السقوط.
الحفاظ والوقاية:
لا يهدف العلاج الطبيعي إلى علاج الأمراض فقط، بل تمتد أهدافه إلى الحفاظ على الحالة الجسدية والوقاية من الأمراض المحتملة، لذا يجب على كلاً من المريض وأسرته:
معرفة أهداف العلاج الطبيعي التي تعمل على الحفاظ على قوة ومرونة العضلات والمفاصل وسريان الدورة الدموية، مما يساعد على حيوية الجسم ومنع تفاقم الحالة المرضية، وتقليل مخاطر التعرض للإصابة بقرح الفراش.
ما هو دور دكتوركير في تقديم خدمات التأهيل لكبار السن؟
نظراً لوجود الكثير من الحالات التي لا تستطيع الخروج من المنزل لدواعي المرض أو عدم توافر الإمكانيات والتجهيزات الخاصة للانتقال إلى طبيب أو مستشفى، خاصة في حالات كبار السن، تعمل دكتوركير على توفير جلسات علاج طبيعي في المنزل يقوم بها اخصائي علاج طبيعي منزلي لمساعدة المرضى على استعادة قدراتهم الحركية باستخدام مختلف الأساليب العلمية والعلاج بالتمرينات والأجهزة المتنقلة الحديثة لضمان سرعة التعافي، مع مراعاة حالة المريض الصحية، كما يساعد تواجد المريض وسط الأجواء العائلية المريحة على الحد من الشعور بالتوتر، مع ضمان الخصوصية التامة للمريض في منزله.