رغم اقتناع العديد من مرضى الجلطات المختلفة بأهمية العلاج الطبيعي بل وإقبالهم على الخضوع له، إلا أن معظمهم يحتاج إلى وجود نوع من الدعم النفسي والمعنوي قبل بداية البرنامج العلاجي، بل وأثناء الجلسات أيضاً. وقد تساعد الحالة النفسية للمريض ان يستوعب البرنامج العلاجي ويحدد ويتابع وضع هدف وقياس تطور قدرته في الحركة اليومية كل اثني عشر جلسة مع اخصائي العلاج الطبيعي المنزلي.
فنظراً لأن العلاج الطبيعي من أنواع العلاجات طويلة المدى التي تظهر نتيجتها ببطء إلى حد ما، قد يبدأ المرضى في فقدان الأمل في التحسن والشعور بعدم جدوى العلاج، أو الإحساس بالعجز وأنهم قد صاروا يشكلون عبئاً على من حولهم أو القائمين برعايتهم. لذلك، لا يتوقف نجاح برنامج العلاج الطبيعي وما يتضمنه من جلسات على مدى التزام المريض أو الأخصائي بجلسات العلاج وتطبيق التمارين بالشكل الصحيح فحسب، بل لابد من الانتباه الواعي والشديد إلى مدى تأثر المريض نفسياً ومعنوياً بحالته المرضية وتقبله لها وثقته في نتيجة العلاج، والاستعانة بطبيب نفسي إن لزم الأمر.
ما هي طرق تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمريض؟
تتعدد طرق تقديم الدعم، وبشكل عام فإن مهمة تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمريض تتعلق بجهات رئيسية ذات تأثير كبير على المريض، وهم:
- الأسرة.
- الطبيب المعالج للحالة.
- اخصائي علاج طبيعي.
- الطبيب النفسي.
أولاً: دور الأسرة
يجب أن تعمل الأسرة بوصفها الأقرب للمريض على توفير الظروف النفسية الملائمة المريض وتخفيف الضغط الواقع عليه بسبب المرض ومحدودية الحركة أو عدمها، وذلك من خلال:
- الوعي التام بحالة المريض ومدى ما يعانيه من ألم وتأثير ذلك على حالته النفسية ومزاجه العام.
- توفير بيئة هادئة ومناخ مريح للمريض.
- متابعة تطورات المريض النفسية وإعلام المختص بها في حالة الشعور أنه ليس على ما يرام.
- مساعدة المريض على القيام بمهامه اليومية الأساسية، مع ترك مساحة كافية له للتصرف حين يستطيع لعدم إشعاره بالعجز التام.
- الإشادة بقدراته وتطوره في العلاج وما يحققه من تقدم من جلسة إلى أخرى.
- إدماجه اجتماعياً والتسرية عنه لوقايته من حالات الاكتئاب أو اليأس خاصة أن العلاج الطبيعي من العلاجات طويلة الأمد.
ثانياً: دور الطبيب المعالج
رغم قلة الوقت الذي يقضيه المريض مع طبيبه المعالج مقارنة بالأسارة أو أخصائي العلاج الطبيعي، إلا أن هذا الطبيب يمكنه مساندة المريض معنوياً ونفسياً من حيث:
- إبداء الملحوظات الإيجابية على تطور الحالة عند إعادة التقييم بعد كل عدد معين من الجلسات.
- التأكيد دائماً على أن المريض قد تعدى المرحلة الأكثر صعوبة في العلاج.
- الإشادة بالسرعة غير المتوقعة في الاستجابة للعلاج.
ثالثاً: دور أخصائي العلاج الطبيعي
يلعب أخصائي العلاج الطبيعي دوراً من أهم الأدوار في تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمريض، حيث أنه صاحب الاتصال المباشر والمستمر مع المريض أثناء فترة العلاج، وأكثر المطلعين على تطور الحالة وإيجابياتها وسلبياتها، و لهذا يجب أن يعمل أخصائي العلاج الطبيعي على:
- التشخيص الدقيق للحالة بعد الحصول على كافة المعلومات اللازمة سواءً الجسدية أو النفسية.
- الشفافية في التعامل مع المريض، وإظهار التفاؤل بالنتائج المتوقعة.
- إنشاء علاقة ثقة متبادلة بين كل من الأخصائي والمريض لتقليل حدة توتر المريض خاصة في حالة طول الفترة المتوقعة للجلسات.
- مشاركة المريض أفكاره خاصة الانفعالية منها والمضطربة التي قد تؤثر عليه سلباً.
- القضاء على أية مشاعر سلبية أو إحساس بالعجز أو النقص نتيجة المرض.
- تحويل سلبيات الحالة إلى إيجابيات من حيث قوة التحمل، والتقدم السريع، والقدرة على مواجهة المرض بشجاعة.
أهمية الاستعانة بطبيب نفسي لمرضى العلاج الطبيعي
تعتبر الاستعانة بطبيب نفسي للمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الطبيعي للجلطات ضرورية للغاية لأسباب عديد، منها:
- المساعدة على التشخيص الصحيح للمشكلة وتحديد الأسباب الأخرى لها والتي قد تكون ذات صلة وطيدة بالجانب النفسي.
- المساعدة على تحديد الطريقة الأفضل للعلاج بناءً على الحالة النفسية والذهنية للمريض.
- التعامل مع المشاكل النفسية والعائلية والاجتماعية التي قد تؤثر سلباً على تقدم المريض في العلاج.
- في حالة عدم توفر العلاج المناسب، أو عدم استجابة المريض للعلاج، يمكن للطبيب النفسي اقتراح علاج آخر أكثر فاعلية.
- التعامل مع الأعراض الجانبية النفسية للعلاج.
هل يمكن الحصول على جلسات علاج طبيعي في المنزل؟
رغم توافر إمكانية عمل جلسات العلاج الطبيعي بالمستشفيات والمراكز المتخصصة، إلا أنه هناك الكثير من الحالات التي لا تستطيع الخروج من المنزل لدواعي المرض أو عدم توافر الإمكانيات والتجهيزات الخاصة للانتقال إلى طبيب أو مستشفى، خاصة في حالات كبار السن، لذا تعمل دكتوركير على توفير اخصائي علاج طبيعي منزلي لمساعدة المرضى على استعادة قدراتهم الحركية باستخدام مختلف الأساليب العلمية والعلاج بالتمرينات والأجهزة المتنقلة الحديثة لضمان سرعة التعافي، مع مراعاة حالة المريض الصحية أو الشخص الذي يتلقى العلاج، كما يساعد تواجد المريض في منزله وسط الأجواء العائلية المريحة على الحد من الشعور بالتوتر مع ضمان الخصوصية التامة للمريض في منزله.